أمهات على شواطئ
كنت أسير على شواطئ البحر انظر وأتأمل فلفتة نظري تلك الأم التي أخذت بزراع طفلها تداعب به الأمواج ولتداعب الأمواج طفلها وقد ضمت يدها عليه بشده خوفاً من أن تحتضنه الموجه بقوة أكثر من قوتها ، ولكنها في حقيقة أمرها كانت تعلم وعن كل ثقة أن لا قوة أقوى من قوة ضمتها لطفلها لأنها نبعت من داخل أحشائها .أخذت إلام تلهوا مع طفلها وفى عيناها بريق سعادة لامع يضئ الشاطئ أنها فرحه لفرحة طفلها فسعادتها وقمت سعادتها هي أن ترى وجه طفلها تعلوه الابتسامة فهي الوحيدة التي تشعر برجفة قلب طفلها من سعادته بوجوده هنا بين أحضان الأمواج وهو يعلم أن أمه هي مصدر قوته ضد هذه الأمواج وهى التي تجعله يعلو فوقها
وقد شتت فكرى وفرحتي بهذا الحب الدافئ بين أم وطفلها صوت صاخب ينبعث من تلك السماعات التي قد إدارتها تلك الأم اللعوب التي أخذت تتراقص وترقص فوق كرسي هنا ثم فوق طاولة هناك وجذبت أنظار الرجال الشغوفين بنظر لمفاتنها وهى تتلوى كما وكأنها حيه تقترب من الناس بسرعة لتلدغهم في نفوسهم الضعيفة وتسقيهم سمها وما أخذت لتنتهي إلا وقد عبثت هنا وهناك ثم حملت طفلها وقررت الذهاب لأنها تعبت ... لماذا تعجب بعض الحاضرين وسألها لماذا قالت أنا حامل .
وكانت هذه هي الصدمة هذه الأم العابثة التي أتت هنا على هذا الشاطئ لتمتع نفسها وتمتع المارة على حساب ابنها التي حملته بين أحشائها والآخر على كتفها الذي جاء إلى البحر ليرى أمه وهى تتمايل هنا وهناك.
وعدت لأشاهد تلك الأم الحانية على طفلها فوجدتها تلفه بلهفه وشغف بتلك المنشفة وتضمه بشده خوفاً عليه من هذا النسيم الذي أخذ يرسله البحر على شواطئه و أخذت تضع عليه ثيابه وهى سعيدة لسعادة طفلها .
هذه حقاً هي الأم الحقيقية التي تربت بداخلها روح الأمومة التي تدفقه من داخلها لطفلها الصغير
هذه هي الأم التي عرفناها حقاً والتي دائماً ما نريدها فلكي كل التحية والفخر.