القهوة مردّها لغوياً ( الخمر ) قال العالم الموسوعي الفيروز أبادي ـ تلميذ الأئمة ابن القيم، والسبكي، وابن نباتة، وابن جماعة. وشيخ الأئمة ابن حجر، وابن عقيل، والأسنوي ـ في المعجم الذائع الصيت؛ (القاموس المحيط والقابوس الوسيط لما ذهب من كلام العرب شماميط) والشهير بـ (القاموس المحيط) 1/231: "القهوة الخمر.. سميت بذلك لأنها تقهي أي تذهب بشهوة الطعام".تحريم القهوة والدعوة إلى إغلاق بيوتها خوفا من مآرب أخرى وضعت لأجله فبعض العلماء دعوا إلى إغلاق المقاهي وبيوت القهوة واحلوا شربها ضمن حلقات الذكر في الجوامع والبيوت.
أما بعض العلماء كالشيخ السنباطي أفتى عام 1532 مـ بتحريمها وقال أنها حرام لأنها مسكره
فقام الفقهاء بتحريم القهوة على النساء و الأطفال وحلال للرجال ثم جعلوها مكروها على النساء و الأطفال ثم حللوها بعد ذلك للجميع.
وفى رواية آخري أن حد كبار المشايخ في مصر قد جربها على نفسه فوجدها تيقظه ولا تذهب عقله فجمع عدداً من تلامذته وأمر أهل بيته أن يحضروا لهم مشروباً واخبرهم بأنه أتى لهم بمشروب جديد واخذوا يشربونه وهم يتحدثون في مواضيع مختلفة حتى أتتهم صلاة الفجر فذهبوا وصلوا وأعادهم معه إلى بيته ليستكملوا حديثهم فأكملوا معه الحديث فسألهم هل منكم أحدا متعباً أو يريد النوم فأخبروه أنهم في كامل يقظتهم فأخبرهم هل تعلموا ما هذا المشروب الذي شربتموه قالوا لا فأخبرهم انه هو القهوة التي حرمها المشايخ على انه نوع من الخمر فتشابه الاسم كان سبباً للتحريم .
أم عن (حبوب القهوة) التي تستخرج من (نبات البن) من (بدع الزمان)، لأنها لم تعرف لا في الجاهلية، ولا في صدر الإسلام، ولا في العصر الأموي، فظهورها ـ حسب أغلب المصادر ـ كان في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي. ويقال إنها تعتبر اكتشاف راعي غنم من اليمن أو إثيوبيا اكتشف أثرها النشط على (قطيعه) فوجد أن قطيعه إذا أكل من هذا العشب نشط و وذاد من حركته، فجربها على نفسه، فوافقت فراسته ونشوته، فشربها، وأوصى غيره بتا.
وفى رواية آخري عن اكتشافها تقول أن الذي اكتشفها هو الشيخ علي بن عمر الشاذلي في عام 1430 مـ عندما اعتزل الناس وأقام في مكان على ساحل البحر الأحمر من ارض اليمن وصادف ربان سفينة هندي مرضا شديدا وحين شاهد البحّارة مخيّم الشاذلي ذهبوا إليه فاستقبلهم وسقاهم شرابا ساخنا لا يعرفونه مما اذهب عنهم دوار البحر وجدد نشاطهم وأعطاهم كمية من الشراب ( القهوة ) وذهبوا بتا إلى الهند فانتشرت بالهند وعرفوا فائدتها ومكانها مما شجّع التجار الهنود إلى الذهاب إلى المكان الذي أصبح بعد ذلك مدينه ( مخا ) وأصبح فيها أهم ميناء في العالم لتصدير القهوة ، وعلى أثره انتشرت في أمريكا وأوروبا والشرق وحملت اسما هو ( موكأ كافي ) أو قهوة المحا وهو اسم تلك المدينة
لقد قيل عن القهوة الكثير وشبهوها بالخمر ولكنها ليست كالخمر التي يعرفها الناس أنها تجدد النشاط وتساعد على السهر والسمر وتوهج الذهن وتجعل الإنسان مفعما بالأحاسيس وتوسع مداركه وتطرد عنه التعب.
لقد كان أهل اليمن لا يشربونها وإنما يشربون قشورها فإذا أتاهم ضيفا قالوا له ( تشرب قشر ) ولقد لعبت القهوة الشاذلي دورا كبيرا في صرف الناس عن الحشيش والمخدرات والخمر فالذي يشربها على أصولها ويشتاق إليها لا يستعمل غيرها من الحشائش والخمور. .
لقد نشرها الصوفية في جميع الأقطار العربية بسرعة فائقة في أرجاء الجزيرة العربية وفي مصر والشام والعراق مما دفع بعض شيوخ العلم إلى محاربتها.
والله اعلم [/b]